تقرير بريطاني: 3 أسباب وراء فشل التظاهرات في إيران

تقرير بريطاني: 3 أسباب وراء فشل التظاهرات في إيران

عدَّد الزميل الزائر السابق في معهد الشؤون العالمية بكلية لندن للاقتصاد، جواد إقبال، ثلاثة أسباب في سياق تفسيره فشل التظاهرات الواسعة التي أعقبت مقتل مهسا أميني في حجز للشرطة، يوم 16 سبتمبر من العام الماضي 2022.

وكتب "إقبال"، في مجلة "سبكتيتور" البريطانية، أنه بعد مرور 12 شهراً على ما بدا لفترة وجيزة تهديداً غير مسبوق لأربعة عقود من الحكم الثيوقراطي في عهد الملالي: الحقيقة غير المستساغة الآن هي أن المتظاهرين فشلوا في محاولتهم إحداث تغيير حقيقي في إيران.

وأضاف بقوله: إذا كان أي شيء قد حدث فهو أن الملالي الحاكمين يبدون أكثر أماناً من أي وقت مضى، ويتعين على قوى المعارضة الإيرانية أن تجعل أفكارها أكثر إيجابية وفاعلية إذا كانت ترغب في الاحتفاظ بأي أمل في إسقاط ذلك النظام.

وتابع: بين عشية وضحاها، أصبحت مهسا أميني شهيدة حقوق المرأة والحرية السياسية، وأضحت عبارة "المرأة والحياة والحرية" صرخة حاشدة لحركة الاحتجاج التي اجتاحت البلاد بسرعة، كما كان للمتظاهرين هدف سهل، فقائمة العلل التي تعاني منها البلاد قاتمة، ومنها القمع السياسي وحرمان المرأة من الحقوق الأساسية والفساد الممنهج ومستويات التضخم والبطالة القاسية. 

رد فعل

وأضاف "إقبال"، أنه للحظة وجيزة، بدا الأمر وكأن النظام الذي فوجئ بحجم الاضطرابات لم يكن متأكداً من كيفية الرد، لكن لم يمضِ وقت طويل قبل أن يلجأ حكام إيران إلى اعتقال المعارضين وسجن مثيري الشغب وتطبيق إجراءات قضائية موجزة.

وتشير التقارير إلى أنه قُتل أكثر من 500 متظاهر واعتقل الآلاف، وفي الأيام والأسابيع الأخيرة التي سبقت الذكرى السنوية لمقتل مهسا، كثف النظام حملة القمع واعتقل أفراد عائلات المتظاهرين وكذلك المحامين والأكاديميين.

وعن إجابة السؤال: لماذا إذاً فشلت الاحتجاجات الحاشدة في إيران إلى هذا الحد المذهل؟ قال الزميل الزائر السابق في معهد الشؤون العالمية في مقاله: السبب الأول أن المتظاهرين يفتقدون قائدا، شخصا يجسد قضيتهم ويمكن أن يكون بمثابة نقطة محورية للحركة، حيث تحتاج الثورات إلى قيادة، ومن دون شخصية بارزة من الصعب تحقيق الزخم السياسي اللازم. 

وذكر "إقبال" أنه بالنسبة إلى العالم الخارجي، تمثل النخبة الحاكمة في إيران وجهاً موحداً، لكنها في الواقع لا تختلف عن أي تجمع قوى، تستهلكه التوترات والانقسامات والمصالح المتنافسة، وحتى الآن، ظلت القوى العسكرية والأمنية موالية للملالي، لأن ذلك يناسب مصلحتها، وهي ترى أنه من غير المرجح انتصار قوى المعارضة الإيرانية بما أنها تفتقر إلى أي قائد واضح. 

شعار بلا برنامج

وأضاف الكاتب أن شعار المحتجين "المرأة والحياة والحرية" مثّل عائقاً آخر أمام نجاحهم، فربما يكون هذا الشعار مغرياً في الأيام الأولى كوسيلة لحشد الناس حول قضيتهم، لكن المشكلة هي أنه تعبير عن المثالية والأمل، عوضاً عن أن يكون برنامجاً للحكم، لا أحد يعرف ما الذي يريده المتظاهرون على وجه التحديد لإيران، وما أهدافهم السياسية المشتركة، على افتراض أن لديهم أياً منها؟

وقال إن المظاهرات الحاشدة الأولية جذبت أعداداً كبيرة من الشباب، وخصوصاً النساء، ولكن لا يمكن لأي معارضة أن تأمل النجاح من دون قاعدة أوسع من الدعم بين السكان، ولا يمكن للشعارات واللافتات أن تكون كافية بحد نفسها، حيث تتطلب الحركة السياسية الهادفة إلى التغيير وضوح الأهداف والغاية، وإلا فإن هذا التحدي الأخير للنظام قد يتلاشى، ولن يهزم الملالي أبداً بالمثالية وحدها.

وأضاف إقبال أنه قد يكون من الصعب هضم ذلك، لكن يمكن للثوريين المحتملين في إيران أن يتعلموا حيلة أو اثنتين من "الخميني" الذي وصل إلى السلطة سنة 1979، لقد حافظ على دعم ائتلاف كبير من المؤيدين من خلفيات وأيديولوجيات مختلفة، على الرغم من أنه شاركهم في عدد قليل فقط من مُثلهم، وبنتيجة ذلك، نجح الخميني -على الرغم من احتمالات شبه مستحيلة- في الإطاحة بنظام الشاه، لقد كان مصمماً على الوصول إلى السلطة مهما كلف الأمر.. وهذا درس للمتظاهرين الإيرانيين اليوم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية